أبو بكر وعمر .. الأيام الأخيرة
إن الحديث عن هؤلاء الراشدين أمر مشتهر معروف لكن تكراره محبب إلى النفوس مألوف وسيقتصر حديثنا عن أيامهم الأخيرة وأخبار موتهم وما في ذلك من دلائل العظات وجلائل العبر في قوم كانت حياتهم زاخرة بالمعاني العظيمة ، فلا غروا ولا عجب أن يكون موتهم حافلاً بالأحداث الجليلة .
طليعة المنبر
إن الخطب طليعة جيوش ورثة الأنبياء تفتح آذان المصلين فتحـاً، وتدخل أراضي القلوب صلحـاً؛ إلا أنها لا تأخذ من الناس الفيء والمغانم، بل ينالهم بسببها الأجور الكثيرة وتمحى عنهم المآثم، مع تصحيح الاعتقاد، وحماية القيم والمفاهيم السليمة من الفساد؛ لاسيما لمن أحسن الاستماع...
علو مكانة الصحابة والقرابة
إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصطَفون لصحبته كما اصطفاه الله لرسالته.. فمن أحبهم فما أحب إلا الخير، وما نفع إلا نفسه، ومن ذمهم فقد وصَمَ نفسه، وبخسَ حظه، وأضاع نصيبه.. وكذلك هم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
جهود الصحابة في الفتوحات الإسلامية
تركوا أوطانهم، ولم يركنوا إلى ملذاتهم، وخرجوا من أموالهم وأولادهم، حاملين رسالة الإسلام؛ لينشروها في دنيا الخافقين، فسطروا في ذلك أروع البطولات، وقدموا من أجل ذلك أنصع التضحيات، فهنيئاً لهم عند الله أعلى الدرجات.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحمل الدعوة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتعلم منه أن الإسلام دين العمل والدعوة والجهاد، وأن المؤمن لا يكون مؤمناً حتى يهبَ نفسه وما يملك لله رب العالمين..وكان من ثمار دعوته رضي الله عنه دخولُ صفوة من خيرة الخلق في الإسلام بسببه، ومع اهتمامه بدعوة الناس فقد اهتم بأهل بيته أيضاً..
الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
من أئمة الصحب الكرام، خاف منه الشيطان، وارتعد لرؤيته الهُرْمُزَان، وانتهت به دولة آلِ سَاسَان.. رجل يعرفه صبيان مسلمي الصين واليابان، وعجائز مسلمي أوروبا والأمريكان، وعامة المسلمين في كل مكان؛ إنه عمر الفاروق الخليفة الراشد، والإمام المجاهد، والخاشع العابد، والورع الزاهد رضي الله عنه..
ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه
أمير البررة، وقتيل الفجرة، العظيم الذي حمل مسئوليته في عزم مجيد ورشيد، وحين لم يجد ما يحمي به مسئولياته سوى حياته، جاد بها في سماح منقطع النظير، إنه مهاجر الهجرتين، وأول المهاجرين؛ إنه عثمان بن عفان ذو النورين أمير المؤمنين، المعطاء السخي الجواد، والمموّل الكريم للأمة الجديدة، والدين الجديد..
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
رجل وُصِفَ بمعالي المحاسن والأخلاق.. رجلٌ مثّل الإسلام في أبهى صورة وأرقى مُثُلِه، فكان العالم العامل العابد الفاضل المجاهد، المستبسل الذي لفت انتباه العالم بأسره؛ إنه أبو تراب.. أبو الحسن.. أبو سيدي شباب أهل الجنة، ورابع الخلفاء الراشدين، وابن عم خاتم الأنبياء والمرسلين، وزوج ابنة سيد ولد آدم، وحب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وحامل رايته، ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وحبيب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحليف القرآن والسنة.
العباس بن عبد المطلب وبعض بنيه رضي الله عنهم
صحابي جليل أسلم قديماً، وكان يكتم إسلامه، وهو أبو حبر هذه الأمة، إنه العباس بن عبد المطلب بن هاشم أبو الفضل.
كان العباس رضي الله عنه أكبر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث سنوات، وكان يقول إذا سئل: (أيكما أكبر أنت أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيقول: هو أكبر وأنا وُلِدتُ قبله).
جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
إنه أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسفير المسلمين إلى بلاد الحبشة؛ إنه جعفر بن أبي طالب، كنيته أبو عبد الله، وحَسْبُ جعفرَ رضي الله عنه أنه من تلك الشجرة التي بارك الله في فروعها وأغصانها.
أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
أمهات المؤمنين زوجات نبينا وحبيبنا عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام. وهل بعد الأمهات في النساء منزلة؟ أم هل بعد زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العفاف مكانة؟! والحديث عنهنَّ جانب من الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والحديث عنه أطيب حديث...
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
اللَّقِنُ المعلَّم، والفطن المفُهَّم.. فخر الفخار، وبدر الأحبار، والبحر الزخار، والعينُ المدرار.. مفسِّرُ التنزيل، ومبينُ التأويل.. المتفرسُ الحساس، والوضيءُ اللباس.. مكرمُ الجلَّاس، ومطعم الأُناس: عبد الله بن العباس، ابن عم رسول الجِنة والناس صلى الله عليه وآله وسلم...
فاطمة الزهراء رضي الله عنها
امرأة وأي امرأة؟! امرأة ما عرف التاريخ بعدها من يقاربها؛ فضلاً عمن يساويها منزلة ورفعة وسمواً..جُمِعَتْ لها المحاسنُ فصُبَّت عليها صباً..إنها فاطمة البضعة النبوية، الزهراء الطاهرة الساجدة، البتول: المنقطعة إلى الله، العابدة.
الحسن بن علي رضي الله عنهما
رجلٌ أصلح الله على يديه بين فئتين عظيمتين من المسلمين.. أمير المؤمنين، وسيد شباب أهل الجنة، وحِبُّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحانته، وشبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. إنه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما..
الحسين بن علي ومحمد بن علي رضي الله عنهما
صحابي كبير من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. وكيف لا يكون كبيراً ويكون الحديث عنه عظيماً وجده قدوة الخلق، وصفوة البشر، وإمام المجاهدين، ورسول رب العالمين، محمد صلى الله عليه وآله وسلم! وأبوه رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين.. شهيد الإسلام، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فهو شهيد ابن شهيد، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. ومن هنا تنبع عظمة سيرة هذا الرجل.
حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
سيد الشهداء، وأسد الله تعالى وأسد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.. الإمام البطل الضِرْغَام، عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخيه من الرضاعة؛ حمزة بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنه..هذا الرجل الشجاع يجيد فن قطع رءوس الوثنية، إذا ضرب بالسيف هزه هزاً، وأحرز به مجداً وعزّاً.. حضر بدراً، وقُتل غدراً.
الإمام الباقر وابنه جعفر الصادق رضي الله...
غُصنين من أغصان شجرة آل البيت، شَذا عِطرهما يفوح، ونور عِلمهما يغدو ويروح.. هما: أبو عبد الله جعفر الصادق، وأبوه أبو جعفر محمد الباقر، ابن شامةِ الزاهدين زينِ العابدين علي بن سبطِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحانته، وأشبه الناس به، سيدِ شبابِ أهل الجنة، أبي عبد الله الحسينِ بنِ أمير المؤمنين، الإمام المبجل، والخليفة الرابع المعظَّم، علي بن أبي طالب، وابنِ الزهراء البتول بنت النبي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما
هذه سيرة رجل كان أعبد أهلِ زمانه، حباه الله من الأخلاق ما لم يجتمع إلا لعظماء الرجال.. عَبَدَ الله فأخلص العبادة حتى لقَّبه أهل زمانه زين العابدين.. أبوه شهيد، وجده خليفة..إنه أبو الحسين زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.. هو البقية الباقية، وفيه البيت والعدد والخلافة، قُتل جميعُ إخوته في كربلاء وبقي هو، وكان يومئذٍ مَوعُوكاً، فلم يقاتل ..