الدعاة الإيرانيون يحولون مواسم الحج والزيارة إلى أكبر تجمع دعوي رافضي

مما لا شك فيه أن الدعوة إلى الله تعالى من أوجب الواجبات كل على حسب طاقته واستطاعته استجابة لقوله صلى الله عليه وسلم: { بلغوا عني ولو آية }.
ولكن العجب أن يأتي أهل الضلال، ومن عرف بعدهم عن الحق، وشططهم عن الطريق المستقيم إلى بلد التوحيد؛ ليصرفوا الناس عن التوحيد إلى الشرك، وعن الحق إلى الباطل، مع بذل كل الطاقات، وتسخير كل الإمكانيات في جعل موسم الحج أكبر مهرجان دعوي شيعي إمامي، مع عدم مراعاة لوضع البلد المضيف لهم، أو تحرج من خصوصية عقائد الناس.
قدم بعض الحجاج الصينيين، وكنا قد أعددنا برنامج لمتابعة النشاط الدعوي للرافضة في الموسم عن طريق دعاة يتحدثون اللغة الفارسية، فكان من العجيب أن تجد صينياً ومعه إيراني، وقد تفرد دعاتنا بالحاج الصيني وسألوه عن سبب جلوسه مع الحاج الإيراني؟
فقال: إنه جاء معهم أصلاً فقد قدمت لهم إيران منح مجانية لتعلم اللغة الفارسية والدراسة بإيران، وأنهم لا يعرفون حقيقة المذهب الشيعي، فقام الإخوة بتعريفهم بعقائد الرافضة، فطلب الحجاج الصينيون وكانوا ثلاثة أن يدرسوا على منهج أهل السنة والجماعة ففرح الإخوة، وأخذوهم معهم للجامعة الإسلامية، وكانت المفاجأة حينما ردوهم بسبب أن أحدهم تجاوز السن القانوني بسنة والآخر بستة أشهر!!!
فعاد الصينيون إلى مقر البعثة الإيرانية بعد أن وعدونا بعدم التنازل عن الاعتقاد الصحيح.
وفي فندق الدخيل بحي العوالي جنوب الحرم المدني، وهو مقر البعثة الإيرانية استطعنا إرسال أحد الإخوة على أنه حاج، حيث أنه كان يقام معرض للكتاب، وقام بشراء مجموعة من الكتب والسي ديات من مقر البعثة.
كما أن هذا المقر يوجد به مركز تصوير، وبث فضائي مباشر مجهز على أعلى مستوى مع تجهيزات تصوير وطباعة.
كما أن هناك قاعات مجهزة للمؤتمرات والمحاضرات، وقد حصلنا على فلم عن محاضرة قدمت للحجاج كانت يوم السبت الموافق 25/11/1427هـ لهذا العام.
كما أن مقر البعثة مجهز ببوفيهات مفتوحة يتم ترغيب الحجاج لزيارة الفندق ومشاركة الطعام، ومن ثم يقيم الزائر هل يعطى كتاب فقط، أو يدعى عن طريق الحوار والدعوة لزيارة إيران، أو إعطاءهم بعثة للدراسة هناك، وهذا يكثر مع الحجاج الذين يسكنون بالعوالي أيضاً.
ومن طرقهم التي وقفنا عليها من خلال دعاتنا: أن الداعية منهم يكون مجيداً للغة العربية، وتكون مهمته العمل على حجاج العرب، ومن أحد المواقف أن الداعية الإيراني رأى حاج فلسطيني، فأخذ يسلم عليه ويتقرب له حتى أنس به، ثم بدأ معه الحديث عن أهمية القضية الفلسطينية، وضرورة دعمها، ودور إيران في القضية الفلسطينية، ويوم القدس الذي وضعه الخميني، وأنه لا بد من القيام بمظاهرات في الحج ضد اليهود وأمريكا، وكان داعيتنا يراقب كل ذلك، فاقترب وسلم عليهم، وجلس معهم، وشاركهم في الحديث ذاكراً أنه لابد للأمة أن تعود ليكون فيها مثل عمر بن الخطاب الذي فتحها، وصلاح الدين الذي حررها، وإلا لن تحرر بالكلمات والخطب، فغضب الإيراني وزمجر، وتلفظ بكلمات، ثم قام من المجلس.
قصص وأحداث ومواقف:
الثالث والعشرون من ذي القعدة:
في هذا اليوم لقيت واحداً من دعاة الرافضة، وتكلمت معه، وأردت أن أفهم حقيقة الشيعة، وفرح هذا الرافضي، ومختصر ما سألته.
السؤال: هل يوجد أهل السنة في إيران؟
الجواب: نعم أكثر أهل إيران كانوا سنيين، وبعدما أدركوا حقيقة الشيعة وحبهم لأهل البيت دخلوا في مذهب الشيعة.
السؤال: هل عندكم كتب لكي اقرأها وأستفيد منها؟
الجواب: على العين والرأس فأي كتاب تريد أن تقرأه سوف أحضره لك، لكن إذا أردت أن تدرس في إيران أهلاً بك، أعطيك عنواني.
السؤال: ثم سألني هذا الرافضي، هل في بلدكم من أهل الشيعة؟
الجواب: قلت له: نعم، يوجد، ولكن قليل جداً، أكثر أهل بلدي من أهل السنة.
قال لي هذا الرافضي: كان أكثر بلدكم من الشيعة، ثم عندما جاء الاتحاد السوفيتي استفاد من هذا الفرصة أهل السنة، وأخرجوا الناس من الشيعة إلى السنة، مرّ على قلبي أنه يكذب؛ لأن قبل مجيء الروس على بلادنا، كان عاصمتنا بخارى، وكانوا على مذهب الحنفية؛ لأن في بيتنا يوجد بعض الكتب الذي كان يدرسها جدي في بخارى وكلهم كانوا على مذهب الأحناف.
ثم سألني هل تحب علي عليه السلام؟
قلت له: نعم، كيف لا أحبه وهو صحابي جليل وزوج بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: قلب الشيعة محترقة من الألم والحزن.
قلت لماذا؟
قال: لما رؤوا من العذاب والظلم والمشقة، ثم قص لي من حياتهم ومن ظلمهم.
ثم حان وقت الصلاة فمشينا إلى صلاة العشاء، وأردت أن أصلي في الجناح الآخر، وقلت له: أنا لا أصلي هناك، ففهم هذا الرافضي من كلامي أنني لا أصلي مع أهل الشيعة حتى قبّلني، وقال: أنا أيضاً لا أصلي، ولكن لكي لا تظهر عداوتنا، أنا أصلي معهم، تعال نمشي إلى الفندق نتكلم هناك، فاعتذرت له، وقلت له: زملائي ينتظرونني وفارقته، ثم صليت العشاء في الجناح الآخر، ووعدني ببعض الكتب، وأنا رجعت إلى سكني.
الرابع والعشرون من ذو القعدة:
في هذا اليوم التقيت مع أحد علماء أهل الشيعة، ومختصر ما سألت وأجابني وسألني وما أجبت له، سألني من أين أنت؟
- أنا من طاجاكستان.
- جئت للحج؟
- نعم، جئت للحج.
- أسنيُّ أنت أو شيعي؟
- من أهل السنة الحمد لله.
- عندكم أهل السنة كم مذاهب؟
- قلت: أربعة مذاهب.
- وما هو؟
مذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، قال لي: لماذا أنتم تعتقدون على أربعة مذاهب، ولا أقول لك: أنتم تصلون إلى مكة بطريق واحد، ولا تجربون الطريق الثاني، بل ربما يعجبكم الطريق الثاني، بل أسهل من طريقتكم وأنجح من الشبهات؛ لأن في الطريق الثاني اتباع أهل البيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهل نتبع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يضلَّ ويدخل النار والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحبهم ويبشر بإتباعهم الجنة وبمخالفتهم النار.
- سألته هل أنتم تكرهون وتسبون أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟
- قال: لا. والله لا نسبُهم ولا نكرههم هذا كلّه كلام المنافقين يريدون أن يلقوا بيننا وبينهم العداوة، واستطرد قائلاً فالذي يعمل في البقيع أمرنا بالخروج منه، وقال لي هذا الرافضي: أرأيت كيف هم لا يريدون أن نخبر الحق، ويخافون من الحق، وهم من أتباع الإنجليز والأمريكان، ثم واعدنا اللقاء في يوم آخر ثم تفاوتنا.
الخامسة والعشرون من ذي القعدة:
أخذت من المكان الذي يضعون فيه الكتب كتاب مسائل التوحيد باللغة الفارسية، ثم جاء شاب إيراني، وكان ينتظرني، فقلت له: ماذا تريد؟ قال: كتاب. فأخذت الكتاب، ثم سألته من أين أنت؟ قال: من قوُم بلد مشهور بالعلم في إيران، وكان يتكلم اللغة الفارسية بصعوبة، ثم قلت له: ما أهل لغتك؟ قال: تركية، قلت له: هل تقرأ هذا الكتاب؟ قال: لا. قلت له: لماذا أخذته؟
هل أخذي ذنب كبير؟
قلت له: لا. ولكن أنت ما تقرأ، ولماذا ما تقرأ؟ هل فيه شيء يضرك؟ قال: نعم، هذا كله عقيدة مسمومة.
قلت له: إذاً أين الكتب الغير مسمومة لكي نقرأ ونستفيد؟ قال: توجد في إيران.
قلت له: أنا أريد هذا الكتاب -غير المسمى- هل تستطيع أن تحضره لي من الفندق؟ قال: لا؛ لأن أبي إيراني يدعو عند البقيع بكتيبات صغيرة فيها أدعية ترقّ بها القلوب حتى هذه الكتيبات لا توجد عندكم.
قال: لا؛ لأن كل حاج أخذ لنفسه كتاب أو كتابين يحجّ بها، أما بعد الحج لا مشكلة من أيّهم سألت يؤتيك هدية.
قلت له: هذا الكتيبات لابد لي قبل الحج وبعد الحج ماذا أفعل به؟ أنت نعرف هذه الكتيبات حتى في هذه الدكاكين غير موجودة أشرف بيدي إلى الدكاكين قرب الحرم.
قال: هذا القوم لا يعتقدون على الدعاء إذا دعوت يجعلونك مشركاً؛ لأنهم وهابية كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: { الدعاء مخ العبادة }.
قلت له: ما هي الوهابية؟
قال: هم أتباع محمد بن عبد الوهاب، هو داع بتخطيط الإنجليز.
قلت: كيف بتخطيط الإنجليز؟
قال: كان الإنجليز يبيعون الحشيش على المسلمين، ثم علماء الحق الشريف منعوه وجعلوه حراماً لمن يشتري أو يدخن، ثم أصبح تجارته قليلة وخسارته كثيرة، ثم فكروا في التفريق بين المسلمين، ثم جعلوا محمد بن عبد الوهاب في الحجاز ونجد. وملا نصر الدين في بخارى وسمرقند، وفي إيران البحاوية، ثم بدأ الاختلاف بين المسلمين هذا أصبح وهابي، وهذا صوفي، وهذا اعتقاد آخر، ثم استفاد من هذه الفرصة الإنجليزية.
قلت له: ماذا أفعل بهذا الكتاب -يعني كتاب مسائل التوحيد-؟ قال: ارمها أنا أمشي إلى الفندق وأرمي هناك.
وفي الأخير أردت أن أمشي قلت له: أدع في حق المسلمين خصوصاً وفي العراق على الأمريكان الظالمين؟
قال: نعم، ولكن لابد أن ندعو أولاً على الظالمين، ثم بعدهم على الأمريكان وعلى الكافرين، ثم دعا بنفسه أولاً على الظالمين، ثم ذهب وكان قصد هذا البيت من أول الظالمين أبو بكر رضي الله عنه.
1- قبل أيام الحج ذهبت إلى البقيع ودخلت مع الزائرين فوقفت في بداية البقيع ورأيت أحد علماء الرافضة ومعه جماعته وبعض أهل السنة العوام، فجعل يقرأ لهم أدعية مختلفة، ثم توجه إلى أئمة البقيع -كما يزعمون- فبدأ يقرأ الدعاء فاجتمع حوله جمع من الناس فألقى كلمة فقال ما يلي:
أولاً: بدأ التحذير عن الوهابية، والاستهزاء بالمترجمين والمرشدين.
ثانياً: تأسف على حالة أئمة البقيع لعدم إعمار قبورهم، وعدم وضع قباب عليها.
ثالثاً: قال: فإن الوهابية قد حرفوا الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم { بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة }.
فإن هؤلاء (الوهابية) غيروا إلى كلمة (بين بيتي ومنبري)، وكتبوه محرفاً على اللوحات؛ لأن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يهمهم.
رابعاً: تقديس الشيء وعبادته لا يعني هدمه كالكعبة المشرفة.
كم من الناس يقبلون ويعبدون ويمسحون ومع ذلك لا يجوز هدمه فكذلك القبور، ثم قال: علينا جميعاً أن نطالب بإعادة القباب على القبور وترميمها، فما رأيت مصلحة للتعرض له والإجابة عن شبهاته فبلغت أحد المسئولين على هذه الحالة.
موقف آخر:
كنت يوماً في الحرم عند مكتبة عمر رضي الله عنه لما وصلت إليه فأشار إلى أسطوانة، فإذا إيراني من الدعاة الروافض يدعو أحد الباكستانيين ويتحاور معه، فسلمت عليهما وجلست معهما فعلمت من فحوى كلامها إن الرافضي يدعو إلى الرفض والضلال، ويلقي الشبهات، فسألت الحاج الباكستاني عن هذا الرافضي وعما جرى بينهما، فقال: كنت جالساً أذكر الله وأتلو كتاب الله فجاء عندي وجلس فبعد التعرف دخل في مسائل الخلاف والتظلم لأهل البيت والتّنقّص من بعض الصحابة فكلما جاء بشبه سألني ما رأيك؟ فكنت أقول: أنا عامي لا أعرف هذه المسائل، ولكن الساعة قريبة سيقضي الله بينا بالحق إن شاء الله.
ثم أخرج بطاقة فقال: خذ هذه البطاقة. فقال: ليكون التواصل بيننا عن طريق الإنترنت أو الهاتف.
داعية آخر:
لقيت أحد مشايخ الشيعة الإثني عشرية في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ يدعوني أن أدرس في أحد جامعات إيران، فقلت له: كيف علوم الشرعية هناك؟ فمدحها مدحاً كثيراً جداً. فقلت: كيف تمدح جامعاتكم وأنتم تبغضون وتسبون أمهاتكم وأصحاب خبر البشر صلى الله عليه وسلم، وأنهم من أفضل الناس بعد الرسل والأنبياء؟ فقال: لا، لا، لا. هذا بهتان بهتان.. فقلت كيف بهتان وأنا قرأت في كتبكم .. ومن كتبكم: كشف الأسرار للخميني، والاحتجاج لطبرسي، وحق اليقين للباقر المجلسي، والكافي للكليني الذي هو أصح الكتاب بعد القرآن عندكم، وغير ذلك كثيرة جداً؟
وخلاصة الكلام... جئت بأدلة من القرآن التي تدل على فضل صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، فبدأ تقاس بيننا وما استطاع أن يستعطنا، فقام وقال: عندنا الآن اجتماع ثم راح.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى اللهم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.