وحدة الوجود
مذهب أهل السنة و الجماعة أن الله سبحانه و تعالى بائن عن خلقة مستو على عرشه و قد نقل الذهبي فى كتاب العلو ما يزيد عن عشرين اجماعا فى ذلك .
و قد كفر ائمة الاسلام القائلين بعقيدة وحدة الوجود و من هؤلاء الائمة سعيد بن المسيب و الحسن البصري و عمر بن عبد العزيز و مالك بن أنس و الأوزاعي و إبراهيم بن ادهم و سفيان الثوري و الفضيل بن عياض و الشافعي و أحمد بن حنبل و غيرهم كما نقل ذلك شيخ الاسلام فى رسائله .
أدلة بطلان هذه العقيدة الكفرية : -
أولا : قال تعالي (( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم )) نجد في هذه الآية ان الله قد كفر من قال ان الله هو المسيح فكيف بمن يقول إن الله هو جنس الكفار و اليهود و النصاري الكلاب و الخنازير و القاذورات تعالي الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
ثانيا : عندما ادعي اليهود و النصاري انهم ابناء الله و احباءه رد عليهم سبحانه و تعالي قائلا (( فل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق )) فإذا نفي الله كون ان اليهود و النصاري هو انباء الله و احبائه فكيف يزعم هؤلاء أن أن اليهود و النصاري هو أعيان وجود الرب الخالق .
ثالثا : قال تعالي (( و جعلوا بينه و بين الجنة نسبا و لقد علمت الجنة إنهم لمحضرون )) فإذا كان الله سبحانه و تعالي ينفي مجرد النسب بينه و بين الجن و الانس فكيف يكون هو عينهم .
رابعا : يلزم من القول بوحدة الوجود ازلية الانسان و انه كان شئيا ما قبل ان يكون و قد تواترت الايات فى كتاب الله التى تبين أن الله قد خلق الانسان من عدم و من بعد ان لم يكن شيئا و هذا ينفي وحدة الوجود جملة و تفصيلا من ذلك قوله تعالي (( و قد خلقتك من قبل و لم تك شيئا )) و قال تعالى (( أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل و لم يك شيئا )) و قال تعالى (( ما أشهدتهم خلق السماوات و الأرض و لا خلق أنفسهم و ما كنت متخذ المضلين عضدا ))
خامسا : يلزم من هذه العقيدة عدد من الإلزامات الباطلة منها
- سقوط التكاليف عن المكلفين لانه إذا كان العبد هو جنس الرب فلما العبادة و لما الامر و لما النهي .
- إبطال الثواب و العقاب و إبطال الجنة و النار إذ كيف يعذب الرب نفسه .
- تعطيل الكثير من اسماء الله و صفاته مثل الخالق و البارئ و الفاطر لان وحدة الوجود لا تثبت مخلوقا .
- تصحيح اديان الملل الباطلة من وثنيين و يهود و نصاري لانه إذا كان الله هو كل شئ فى الوجود إذا كل من عبد شئ فهو قد عبد الله لذلك نجد ان اصحاب هذه الملة يصححون عبادة اهل العجل لعجلهم و يرون ايمان إبليس و يرون أن فرعون هو من اشد المؤمنين .
و الخلاصة التي نخرج بها من هذا المطلب أن عقائد الحلول و الاتحاد ووحدة الوجد من اكفر العقائد فى هذه الدنيا و أن علماء الاسلام وقفوا ضد ها بكل حزم و عزم و ألفوا فى الرد على أصحابها كتبا ووصفوا معتنقيها بأنهم ملاحدة كفرة و علي هذا فكل من يعقد بهذه العقيدة الإلحادية ليس من الإسلام فى شئ .
__________________
[/center][/color][/size][/font][/size]