طريق الهداية
اهلا و سهلا و مرحبا بك زائرنا العزيز في منتداك الطريق الي الهداية
سائلين الله ان ياخذ بنا الي طريق الهداية ونتمني منك المشاركة
طريق الهداية
اهلا و سهلا و مرحبا بك زائرنا العزيز في منتداك الطريق الي الهداية
سائلين الله ان ياخذ بنا الي طريق الهداية ونتمني منك المشاركة
طريق الهداية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اسلامي سني عام يوضح الحقائق و يبين العقائد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  صوفية "أهل السنة والجماعة" بالصومال..من هم وماذا يريدون؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bbbtarek

bbbtarek


عدد المساهمات : 83
نقاط : 10402
تاريخ التسجيل : 08/06/2010
العمر : 24
الموقع : egypt
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : طالب

   صوفية "أهل السنة والجماعة" بالصومال..من هم وماذا يريدون؟   Empty
مُساهمةموضوع: صوفية "أهل السنة والجماعة" بالصومال..من هم وماذا يريدون؟       صوفية "أهل السنة والجماعة" بالصومال..من هم وماذا يريدون؟   Emptyالأربعاء يونيو 23, 2010 2:11 am

[rand]
أصبحت قصة هذه الجماعة الجديدة حديث معظم وسائل الإعلام التي تهتم بالشأن الصومالي منذ ظهورها في الساحة كلاعب جديد، وهي من القصص المحيرة حيث تتضارب فيها التحليلات، وتختلف التأويلات، وتضيع الحقيقية بين مؤيِّد ومعارض، ومدافع ومهاجم. فمن هم أهل السنة والجماعة؟ ومتى وأين ظهروا؟ وما هي أسباب قوتهم ؟ وما هو مستقبل الحركة؟ وما هو تأثير القوى الخارجية الإقليمية والدولية على الحركة؟ هذه الأسئلة وغيرها هي موضوع مقالنا، والذي أرجو أن ينير الطريق في هذه القصة المعقَّدة.


متى نشأت الجماعة؟
ظهر مصطلح "أهل السنة والجماعة" بعيدا عن مفهومه العقدي المعهود في كتب التراث في أوائل التسعينيات حيث دشن الجنرال الراحل "محمد فارح عيديد" إذاعة محلية في مقديشو تحمل الاسم وكانت تبث على الهواء أغنيات وأوراد معروفة بطرق الصوفية وكانت محاولة يائسة من الجنرال لاتخاذ الصوفية كواجهة دينية يستخدمها في إضفاء الشرعية على أعماله "الإجرامية" من جهة وضربهم بالحركة السلفية التي قاتلته في ضواحي كسمايو من جهة أخرى.
لم يفلح عيديد في زج الحركة الصوفية في الصراع الدائر والحقيقة أنهم وضعوا أنفسهم منأى عن الصراعات وإن ثبت أن أقلية صوفية تواطأت معه فهو ما لا يعتد به ولا يمكن تعميمه أبدا، بل نذهب إلى أنه كان من باب التعصب القبلي الأمر الذي ينسحب على بعض أفراد أي جماعة دينية في البلد أنذك.
وفي منتصف التسعينيات برز تنظيم إسلامي جديد في مقديشو اسمه: " أهل السنة والجماعة" وكان يتزعمه الشيخ عبد الرزاق أحد علماء الطريقة القادرية الصوفية، وكان لهدا التجمع نشاط محدود بالنسبة لنشاطات الحركات الإسلامية التي كانت في أوج قوتها، وذلك لأن التصوف لا يشجع على المبالغة في البرامج العصرية؛ ولا على الدخول في المعتركات السياسية، وكان لهذا التجمع مدرسة ثانوية اسمها " مدرسة المأمون" (1)، لكن على الرغم من عدم توسيع هذا العمل إلا أنه حمل في طياته دلالة مهمة يدل على أن الجماعة تخرج من الكمون الداخلي والتشرنق خلف تصورات دينية مغلقة وتحاول توظيف الأساليب العصرية في استقطاب الجماهير.
وفي اعتقادي أتى هذا الأسلوب أكله بطريقة ما إذ هناك الآن عدد من الطلاب الذين تخرجوا من هذه المدرسة وحصلوا على منح دراسية من جامعات خارج البلاد، بعضها تحمل الفكر العالمي الصوفي مثل جامعة "أحقاف" اليمنية، كما أن الحركة حاولت ولو كانت محدودة دخول معركة إعلامية مستغلة نزوع بعض الساسة والمثقفين إلى إحياء الدور الصوفي وهناك ناشطون في الإعلام وفي الخطاب الجماهيري الملطف، ويمكن أن نأخذ شخصيتين هما:
الشيخ "أبو بكر حسن مالم" الواعظ في الإذاعات المحلية، والشيخ محمود عبد الله عريف المفسر في إذاعة "هورن أفريك" الواسعة الانتشار، وهما من أقطاب القادرية، وكذلك إنشاء المواقع الإلكترونية التي تنافح عن الأفكار الصوفية، وترد على مخالفيهم، وعقد مؤتمرات صحفية لتوضيح المواقف حول الأحداث الراهنة يدلي الناطقون باسمها بتصريحات ساخنة تتناقلها وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ثم الملتقيات والندوات الجماهيرية في الداخل وفي دول المهجر؛ حيث دأب نشطاء الصوفية في المهجر الغربي على الدعوة إلى ملتقيات فكرية على غرار ما يصنع منافسوهم من الجماعات الإسلامية(2).
أما الظهور الفعلي للجماعة كواجهة مسلحة فيعود إلى أواخر عام 2008م حيث ظهرت في المناطق الوسطى واصطدمت مع حركة الشباب والحزب الإسلامي على خلفية قيام الأخيرتين على نبش مقابر بعض أقطاب علماء الصوفية وهدم مزارات في أكثر من مكان، وحظر المناسبات الدينية، ناهيك عن تهديد التجمعات الصوفية في الجنوب بالويل والثبور، الأمر الذي يرى كثير من المراقبين أنها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ومثلت الدافع الأساسي الذي من أجله حمل كثير من أتباع بعض طرق الصوفية السلاح في وجه حركة الشباب.
وفي الوهلة الأولى ظهرت جماعة "أهل السنة" أنها ليست انتفاضة عاطفية لبسطاء من المجاميع الصوفية ثاروا على خلفية هتك حرمات رفات مشايخهم وإنما هي واجهة مسلحة تتمتع بمصادر تمويل وتسليح منظمة نظرا لتقدم العسكري السريع الذي حققوه على حساب خصومهم ، والقوة العسكرية الهائلة التي ظهرت في حوزتهم ، مما مكن الحركة من السيطرة على عدة مدن في وسط وجنوب الصومال في وقت قياسي، وإلحاق الهزيمة لخصومهم مما أرغمته على التقهقر أمام زحف مسلحي أهل السنة والجماعة في أكثر من مواجهة.
وظهر أن "أهل السنة والجماعة" يتوسعون في السيطرة على الأقاليم الوسطى بأكملها، بل استطاعوا التقدم نحو بعض المناطق المجاورة للأقاليم الوسطى، واللافت أن استيلاءهم على مناطق واسعة، يتخذ طابعا توسعيا حيث سمعنا تصريحات لبعض قادتهم يصر على مواصلة القتال حتى تحرير البلد من التكفيريين على حد وصفهم، الأمر الذي رجح تكهنات البعض بأن "أهل السنة والجماعة" بغض النظر عن عدالة قضيتهم في بادئ الأمر، ولا سيما بعد نبش قبور عدد من العلماء وترك الرفات في العراء بطريقة مهينة، أنهم الآن يتصرفون كواجهة جديدة مسلحة انضمت في قوائم أمراء الحرب الإسلاميين الجدد الذين وإن اتخذوا الإسلام تمويها لمآربهم التي تبدو أنها أكثر بدائية وأكثر وحشية من ممارسات أمراء الحرب العلمانيين - إن جاز التعبير - لأن توسيع رقعة القتال كافية بتوجيه اللوم للجماعة نظرا لما تخلفه الحرب من الدمار الشامل في بلد أصبح معظمه محروقا وتركته الحروب يبابا.
وفي ظل هذا الصراع المسلح، حاول كلا الطرفين إضفاء الشرعية على قضيته، فحركة الشباب أصرّت على أنها لا تقاتل مجاميع صوفية وإنما تقاتل من وصفتهم "بمرتزقة" مدعومين من الحكومة الإثيوبية، جماعة أهل السنة والجماعة من جانبها حاولت تبرير حربها ضد الشباب بوصفهم تكفيريين مدعومين من جهات خارجية لنيل مقدسات الأمة وتراثهم الديني.

لماذا الظهور في المناطق الوسطى؟
قد يكون من الأهمية بمكان، فهم الأسباب الرئيسية التي جعلت أهل السنة والجماعة تظهر في المناطق الوسطى بالتحديد، مع العلم أن نبش القبور طال كثيرا من المدن والقرى في الجنوب مثل بارطيرى وبيولي وكسمايو وغيرها حيث تقع كثير من أهم المزارات والأضرحة التاريخية لأقطاب الصوفية، وليست في المناطق الوسطى.
وقد يكمن بروز الحركة في هذه المنطقة بأسباب كثيرة من أهمها حسب رأيي:
- معظم سكان المنطقة قرويون ورعاة يدينون بالفكر الصوفي ولم يستطع المد الصحوي أو السلفي الذي أضعف أو اجتاح نفوذ الصوفية في كثير من المناطق الصومالية على دحر الصوفية من هذه المناطق، ولذلك تظل المنطقة منطقة نفوذ واسع لصالح الصوفية.
ولعل غرور بعض الواجهات السلفية المسلحة وتنمرها على الصوفية في تلك المناطق إبان الاحتلال الإثيوبي في معظم الجنوب الصومالي لم يكن يعود لولاء أبناء المنطقة للفكر السلفي بقدر ما كان يعود لأسباب قبلية معروفة، حيث دعم كثير من أبناء المنطقة المقاومة الإسلامية المسلحة لإجهاض مساعي "عبد الله يوسف" بحكم أنه لا يعكس مصالحهم القبلية وينحدر من قبيلة يعدونها منافسة، ولذلك اتخذوا التنظيمات السلفية حصان طروادة يكسرون ببأسها شوكة الحكومة الانتقالية وعندما لاحت بواكير النصر في الأفق أداروا الظهر لحلفاء الأمس وانفجر الكامن الثقافي لدى أهالي المنطقة مما رجح كفة حركة أهل السنة والجماعة وأنهى نكاح المتعة بين القبائل والحركات السلفية المسلحة.
- التطرف اللامحدود المتمثل بنبش المقابر وهدم المزارات, وفرض الحظر على إقامة المناسبات الدينية واستخفاف رؤساء العشائر لعب دوره في تأجيج مشاعر الكراهية لدى السكان وساهم بشكل أو بآخر في البحث عن بديل آخر قد يضمن مصالح العشائرية ولا يفرض نمط إسلامي متشنج على الناس، والجدير بالذكر أن كل الإدارات المحلية التي شكلها رؤساء العشائر تم عزلها من قبل الشباب مما فهم محاولة لاحتواء دور العشائر والتخلص من نفوذهم في المنطقة.
- احتدام الخلاف بين القيادي البارز يوسف انطعدي وحركة الشباب قد يكون أيضا عاملا آخر من عوامل استقواء "أهل السنة"، لأن مصادر مطلعة أفادت أن مليشيات القائد الميداني "انطعدى" التي هزم وطرد من إقليم شبيلي السفلى في أيدي الشباب شاركت في القتال في المناطق الوسطى لصالح جماعة أهل السنة. ومن المعلوم أن "انطعدى" ينحدر من المناطق الوسطى وقد تكون خلافاته مع الشباب هي التي أججت التوتر بين الحركة وتلك القبائل وجعلتهم يغيرون ولاءهم لصالح مجاميع الصوفية ثأرا لقائدهم المهزوم.
أسباب صعود "أهل السنة والجماعة"
والسؤال الذي ينبغي أن يشغلنا هو: كيف تمكّنت جماعة حديثة مثل هذه الجماعة أن تواجه حركة الشباب والحزب الإسلامي هذه الفترة، خاصَّة أن وجودها كحركة مسلحة لم يستغرق طويلا، وتعود أفكارها إلى الفكر الصوفي المعروف بميله إلى تجنب حمل السلاح، مما يجعلنا نفترض أن هناك عوامل خارجية وداخلية تقاطعت مع الجماعة في ضرب حركات السلفية المتطرفة، وأهم هذه التبريرات ما يلي:
- لا يمكن استيعاب أن جماعة حديثة النشأة أن تصمد هذه الفترة الطويلة دون مساعدة خارجية مستمرة، وعند تحليل الوضع نجد أن الدولة الوحيدة التي تستفيد من ازدياد قوة "أهل السنة والجماعة" هي دولة إثيوبيا، فهي تسعى جاهدة لوضع حد لأي تقدم عسكري لحركة الشباب وإن أدى ذلك إلى التحالف مع إسلاميين آخرين تراهم أقل عدائية تجاهها، فإنّ هذا سيصبح نصرًا مجيدًا لها، خاصة أن مناطق القتال محاذية لحدودها الطويلة مع الصومال، وبروز قوة صديقة لها في تلك المناطق يمثل طوق أمن لها وتستخدمها أديس أبابا رأس حربة لضرب خصومها سواء من "جبهة أجادين" أو حركات الصومالية المناهضة وعلى رأسهم حركة الشباب.
وتكرر نفي زعيم الطرق الصوفية الشيخ عمر فارح بأنه ليس بين جماعته وإثيوبيا إلا العلاقات العامة بين الصومال وإثيوبيا من حسن الجوار والعلاقات التجارية وما شابه ذلك، لكن كشف وزير الاتصالات الإثيوبي "بيريكيت سيمون" عن أن بلاده سمحت للميليشيات الصومالية الموالية للحكومة باستخدام أراضيها كقواعد عسكرية لشن هجمات على مقاتلي الفصائل الإسلامية المعارضة لحكومة مقديشو الانتقالية. وعلى الرغم من أنه لم يذكر اسم الجماعات الصوفية صراحة، فإنها تلعب دورا رئيسيا في محاربة الفصائل الإسلامية الصومالية التي تراها إثيوبيا تهديدا لأمنها .
- من العوامل أيضًا التي ساعدت على انتصارات أهل السنة والجماعة التعاطف الجماهيري النسبي من أهالي المنطقة مع الحركة، وذلك للتخلص من "إرهاب" حركة الشباب الذي فرض على الناس أحكام ربما لا يتفق الشعب مع الشباب في طرق تطبيقها مثل حظر أكل القات وفرض الحجاب، وهدم الأضرحة، وحظر المناسبات الدينية، وطرد هيئات الإغاثة، مما نال من مصداقيتهم في أعين الجماهير الصومالية؛ فالشعب الصومالي يكره التشدد في تطبيق الشريعة، إضافة إلى التذمر الشعبي من عالمية خطاب حركة الشباب وعزمهم على مواصلة القتال لأن الشعب كان ينتظر انفراجة ومصالحة بعد الانسحاب الإثيوبي ولم يرض أن يكون وقودا لجهاد عالمي مزعوم لا يعلم مداه إلاّ الله.
- ساعد أيضًا على استقواء أهل السنة والجماعة، الوضعُ القبلي الذي يهيمن على الصومال؛ فالصومال عبارة عن عشائر وقبائل، وهناك توازنات مهمَّة بين القبائل المختلفة، وتشير مصادر كثيرة أن أهل السنة يتلقون دعمًا من قبائل كثيرة معارضة لحركة الشباب؛ لوجود ثارات بينهم وبين هذه الحركة، وتحوّل بعض العشائر متحالفة مع الشباب إلى مقاتلة لهم، مما جعل بعض المراقبين يرون أن "أهل السنة والجماعة" تمويه لمحاولات قوى عشائرية تسعى إلى ضرب وكبح جماح حركة الشباب بدعم إثيوبي على غرار الصحوات في العراق، وهذا يرسم معالم جدلية العلاقة بين واقع العشيرة وأحلام الإمارة الإسلامية.
- ومن العوامل المساعدة أيضا، مشاركة كثير من المجاميع الصوفية من مناطق أخرى في الصراع مساندة الحركة في حربها مع الشباب، فهناك متطوعون صوفيون جاؤوا من مناطق شتى يقاتلون مع مجاميع "أهل السنة والجماعة" في المناطق الوسطى وأفادت مصادر مطلعة في مدينة جالكعيو أن بعض الشبان من طريقة "البارطيرية" الصوفية قتلوا في أشرس المعارك بين حركة الشباب وأهل السنة والجماعة، ولعل ذلك يبرهن توحد صوفي كبير أمام خصمهم التقليدي "الوهابيون" حسب وصف الصوفيين.
- ساهم أيضًا بروز أهل السنة كقوة كبيرة انضمام فلول بارونات الحرب التي تجرعت الهزائم المتتالية على أيدي ما سمى بالمحاكم الإسلامية وكان الشباب العمود الفقري فيها ولم يخف "برى هيرالي" استعداده للقتال تحت راية "أهل السنة والجماعة"، كما قيل أن زعيم الحرب السابق "عبد وال" يقاتل هو ومليشياته جنبا إلى جنب مع مسلحي أهل السنة والجماعة.
- وإضافةً إلى استفادة أهل السنة من مساندة أمريكية في المستقبل إن لم تكن موجودة الآن من علاقتها بأمريكا، حيث قد تسعى الأخيرة إلى دعم الحركة الصوفية سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا لاحتواء المشروع السلفي المتشدد، وفي تقرير أصدرته مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث هذا العام تحت عنوان "الإسلام الراديكالي(الأصولي) في شرق إفريقيا " توصي بـ"تقليص نفوذ الحركات الإسلامية المتشددة عبر دعم القطاعات الصوفية لمساعدتهم في نشر تفسيراتهم للإسلام الذي يدين بالإرهاب" (3).
وكتب ديفيد مونتيرو الباحث في شئون الجماعات المسلحة مقالاً بصحيفة (الكريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية، تحدَّث فيه عن الوضع المتوتر في الصومال والحرب القائمة بين الإسلاميين أنفسهم، في ظل تطبيق غير منظم للشريعة الإسلامية في دولة يتنازع فيها الإسلاميون على السلطة.
مونتيرو قال إن الحل الآن لتقويض نفوذ القاعدة في الصومال "هو دعم الجماعات الصوفية التي ليس لها أطماع في السلطة، خاصة أن تنظيم القاعدة والإسلاميين المتشددين هاجموا أماكن خاصة بالصوفيين في الصومال من قبل، وهناك خلاف بين الطرفين في أمور دينية كثيرة"(4).
ومن المعلوم أن توصيات من هذا القبيل قد تحولت أو ستتحول إلى برامج عملية تنفذها الإدارة الأمريكية، وجماعة "أهل السنة" قد رشحت أو قد تكون مرشحة لاستفادة من أي دعم أمريكي للجماعات الإسلامية المعتدلة في شرق إفريقيا لضرب الجماعات الإسلامية المتطرفة وكبح جماحها على الأقل. ولعل الدعم لا يتوقف على أمريكا، بل يمتد إلى جهات خارجية أخرى تخشى من مدّ الحركات الحهادية الموالية للقاعدة في الصومال .

العلاقة مع الحكومة الانتقالية
علاقة حركة أهل السنة مع الحكومة الانتقالية بزعامة شيخ شريف تشوبها كثير من التناقضات والغموض بسبب التصريحات التي تشوبها المجاملة تارة والتناقض تارة أخرى، ففي بعض الأحيان كانت تصريحات الحركة تنصب بشكل أو بآخر في دعم حكومة شريف وكان هناك تسريبات أفادت دعم الحكومة أهل السنة والجماعة بالسلاح والمال، ودافع شيخ شريف أكثر من مرة جماعة أهل السنة والجماعة واصفا قتالهم ضد حركة الشباب بـ"الدفاع عن النفس".
وفي شهر يونيو 2009 أجرى شيخ شريف اجتماعا مطولا مع عدد من علماء الصوفية في القصر الرئاسي داعيا خلاله أقطاب أهل السنة والجماعة إلى الدفاع عن حكومته في وجه المعارضة، وأضفى كثيرا من المديح على نهج الصوفية مما فهم كمحاولة لكسب الصوفية المتمثلة في "أهل السنة والجماعة" لمواجهة المعارضين الإسلاميين، لكن حتى الآن لم تنجح الحكومة الانتقالية في تدجين أهل السنة والجماعة حيث تبدو الحركة في الآونة الأخيرة حركة مستقلة تسعى لتحقيق مكاسب سياسية، وهذا ما كشف عنه "عمر محمد فارح" رئيس مجلس علماء أهل السنة والجماعة مؤخرا مؤكدا أن الحركة لا تنوي الانضمام إلى أي من الأطراف السياسية الحالية في الصومال بما فيها الحكومة الانتقالية، لكنها تمثل فصيلا سياسيا مستقلا له أهدافه وبرامجه السياسية، ويحارب من أجل الوصول إلى تلك الأهداف من دون الخوض في تفاصيل إضافية .
ولعل التصريح الأخير يناقض تصريحات سابقة للقيادي البارز في جماعة أهل السنة والجماعة في مقديشو "عبد القادر محمد سومو" الذي قال "نحن لسنا طلاب سلطة ولكننا نقاتل من أجل صومال يسوده السلام ويحكمه قادة منتخبون من الشعب". وأضاف حينها "حركتنا تقاتل قوات الشباب الفوضوية. لكننا سنلقي سلاحنا جانبا بمجرد أن يتم القضاء عليهم".
بيد أن الرياح قد تأتي بما لا تشتهي السفن، ففي الآونة الأخيرة أثارت تصريحات شيخ شريف لقناة الـ"بي.بي.سي" البريطانية حفيظة جماعة أهل السنة والجماعة حيث وضع جميع الفصائل المسلحة في خانة واحدة، وصرح بأن الشعب الصومالي سئم من زعماء الحرب القبليين وقال: "برزت الآن مجموعات لها أسماء إسلامية مثل الشباب والحزب الإسلامي وأهل السنة "، الأمر الذي أثار غضب جماعة أهل السنة التي طالبت الرئيس بالاعتذار عن ما بدر منه لوضعه التنظيم المتحالف مع الحكومة والحزب الإسلامي وحركة الشباب المعارضين في كفة واحدة.
ورغم اعتذار الحكومة عن تلك التصريحات على لسان وزير شؤون دفاعها يوسف انطعدي إلا أنها تبرهن على جدلية العلاقة بين الحركة والحكومة وأن علاقة الطرفين تحكمها تقاطع المصالح ومواجهة العدو المشترك أكثر مما تحكمها كون أهل السنة جزء من الحكومة الفدرالية.
ولعل تحرز أهل السنة من انضمامها في الحكومة الانتقالية يعود إلى الأسباب التالية :
أولا: تخشى الحركة من مغبة التسرع في الانضواء تحت مظلة حكومة ضعيفة وعاجزة، مما سوف يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على مستقبل الحركة، ولعل انضمام قوات المحاكم في حكومة عبد القاسم التي فشلت فيما بعد وفشلت معها المحاكم قد تكون نموذجا عمليا ماثلا أمام أهل السنة والجماعة.
ثانيا: العامل القبلي قد يكون عائقا لأن حركة أهل السنة لدى بعض المراقبين هي حركة تمولها العشائر ولا يعقل أن تقبل هذه القبائل انضماما مجانيا في صفوف الحكومة دون أن تقدم الحكومة تنازلات مقابل الانضواء تحت راية الحكومة.
تحديات أمام الحركة
لا شك أن تحديات جمة تواجه حركة أهل السنة بحكم أنها واجهة جديدة لم يعرف أنها مارست العنف أو الأعمال العسكرية طيلة الحروب الأهلية، ومن أهم تلك التحديات ما يلي :
- نقص الخبرة في خوض معارك طويلة الأجل مع إسلاميين محترفين في الحرب وأساليب الكر والفر، ولا شك أن حركة الشباب ستحاول معاودة الهجمات على أهل السنة بين الفينة والأخرى لضربهم وطردهم من مناطق تواجدهم، وهذا مما يحتم على أهل السنة الاستعداد المادي والنفسي لخوض وإدارة صراع من هذا القبيل قد يستغرق سنوات مع خصومهم.
- اجتياز مرحلة التشرنق وراء الأفكار الانعزالية وبلورة خطاب مرن يفسر النص بسياقاته ويتبنى الإطار العقائدي من خلال فهم تعقيدات الواقع الصومالي، ورغم محاولة الحركة حتى الآن في تقديم نفسها كواجهة صوفية إحيائية تتفاعل مع محيطها السياسي والفكري، إلا أنه من الصعب تسليم ذلك في ظل بعد الحركة عن توظيف أساليب عصرية في التكتيك الدعوي ينسجم مع الذوق العصري لاستقطاب مكونات الشعب بمختلف ألوانه.
- التصرف باستقلالية تامة في اتخاذ مواقفها بعيدا عن إملاءات القوى الداعمة لمشروعهم سواء كانت تلك القوى محلية أو خارجية، وهو ما يصعب تحقيقيه على الحركة في ظل ارتباطاتها مع قوى عشائرية وقوى أجنبية والتي لا يعقل استبعاده وإن نفت الحركة ارتباطها بهذه القوى بطريقة أو بأخرى وأي رهانات على القوى الأجنبية سيقود الحركة إلى غربتها في الأوساط الشعبية للحساسية الكبيرة من التدخلات الخارجية لدى الشعب الصومالي ككل.
- تغير الولاءات وتبدل التحالفات بشكل دراماتيكي في الساحة الصومالية سيربك حركة أهل السنة والجماعة حيث لا يستبعد أنه من الممكن أن تتحول القوى العشائرية المتحالفة مع الحركة الآن إلى مقاتلة لهم يوما ما بسبب أو بآخر، وهو سيناريو يتكرر في الصراعات الصومالية ودون أخذه في الحسبان والاستعداد لمفاجأته سيجعل الحركة عرضة للتلاشي والتصدعات الداخلية، والوقوع في الفخ الذي وقع فيه خصومهم من تكفير الخصوم والتقوقع في الخطاب الاستئصالي، ويبدو أن بعض تصريحات رموز أهل السنة تضاهي تلك التصريحات الاستئصالية لخصومهم فبدل دعوة الحوار والمصالحة، يؤكدون مواصلة الحرب ما دام هناك تكفيريون في البلد وهو نفس عقلية حركة الشباب التي يركز خطابها في إبادة ما توصف بالمرتدين والكفرة.
- توحيد الطرق الصوفية وزجهم في المشروع الصوفي المحارب التي تمثله أهل السنة والجماعة قد يكون أيضا عامل انقسام داخلي لدى الطيف الصوفي، فهناك عداء تاريخي بين الطريقة القادرية والطريقة الصالحية مما قد يلقي بظلاله على ترتيب أوضاع البيت الصوفي ووضعه في مصاف واحد، وإن بدا الطرق الصوفية متحدة عندما يتعلق الأمر بمواجهة الغزو "الوهابي" في أحيان كثيرة، إلاّ أن آليات المواجهة قد تكون مثار خلاف بين أقطاب الصوفية، إضافة إلى أن هناك كثير من علماء الصوفية قد يصفون الحرب الدائرة بين أهل السنة وحركة الشباب بالفتنة الذي يجب على المسلم الابتعاد عنها، ويدينون بذلك أمام الله، على غرار غالبية علماء السلفية الذين يصفون الحروب الدائرة في الصومال بالفتنة مما يمثل تحديا بالنسبة للمجاميع السلفية المسلحة، ولذلك لا يستبعد أن حركة أهل السنة ستواجه نفس الإشكالية من بعض علماء الصوفية المتصفين بالوسطية.
- ضبابية الرؤية تجاه المسائل الكبرى التي تشغل الآن مسارات السياسة الصومالية مثل تطبيق الشريعة والفدرالية وطبيعة العلاقة مع دول الجوار، والموقف من المساعي الانفصالية لبعض الولايات، وهي مسائل قد تحدث بسببها خلافات في أوساط حركة الصوفية لاختلاف الرؤى في أوساطهم ، وحسب تصريحات قادة أهل السنة والجماعة، فكثيرا ما يبتعدون عن الحديث في هذه المسائل، لكن وضوح الرؤية واتخاذ موقفا منها لا مفر منه إذا كانت الحركة تسعى إلى الخوض في غمار السياسة الصومالية بمرها وحلوها.
- إشكالية التعامل مع الحركات الإسلامية الأخرى التي لا تشارك في الصراعات الحالية وهذا الطيف الإسلامي أكثر عددا وشعبية من الحركة الصوفية والحركات السلفية المسلحة، وأي محاولة لضربهم أو وضعهم مع حركة الشباب في كفة واحدة سيكون رصاصة الرحمة على حركة أهل السنة لأن أحد أهم أسباب انكسار القوى السلفية المسلحة في المناطق الوسطى يعود نسبيا إلى موقف الحياد الذي اختارته المجاميع السلفية الوسطية التي ترفض ممارسات حركة الشباب رفضا قاطعا، إذا لو حاولت حركة الشباب مواجهة السلفية كفكر فالمعطيات تؤكد لنا رجحان كفة السلفيين بكل المقاييس لما يتمتعون من تأييد شعبي وشرعية إذ معظم الأطياف المثقفة والعلماء والتجار ينتمون إلى التيار السلفي المعتدل.
مستقبل الحركة
تحول الصراع الصومالي ليعبر عن حالة من الاستقطاب الواضح بين جماعات الإسلام السياسي المتصارعة، إذ تغيرت أطراف الصراع الداخلية وتبدلت الانتماءات والولاءات السياسية والعشائرية، فتحالفات أمراء الحرب والعشائر توارت، ولو مؤقتا، لتفسح الطريق أمام صراع جديد إسلامي ـ إسلامي هذه المرة.
وهذا ما يرشح جماعة أهل السنة والجماعة أن تقدم نفسها كواجهة صوفية تمثل مصالح الطرق الصوفية في الصومال وتتقاطع المصالح مع أي جهة داخلية أو خارجية تناصب العداء للمجاميع السلفية المسلحة مثل حركة الشباب والحزب الإسلامي ومن خلال تلك التقاطع المصلحي، قد تكتسب الحركة دعما عسكريا وسياسيا واقتصاديا من أطراف إقليمية ودولية همها الأكبر ينصب في احتواء التطرف الإسلامي في الصومال.
إن قدرة أهل السنة على مواجهة محاولات إسقاطها، وقدرتها على ضبط الأمور في المناطق الوقعة تحت إدارتها وفرض الأمن والاستقرار الاجتماعي يشجع كل الأطراف المعنية بالملف الصومالي على التعامل مع حركة أهل السنة. كما يمكن أن تتزايد أهمية "أهل السنة" ونفوذها في مناطق جديدة بفضل تقديم نفسها كحركة وسطية ليست متطرفة لها مكانها وحضورها السياسي والشعبي على الساحة، ناهيك عن تزايد شعبيتها، لا سيما بين العشائرية والسياسية والثقافية، بسبب ممارسات والإجراءات المتشنجة لحركة شباب.
ولتحقيق مزيد من المكاسب على الأرض، فعلى الحركة التعامل مع الملفات التالية بجدية وبعيدا عن حسابات الأطر العاطفية والحزبية التي سقط فيه خصومهم:
الاستفادة من علاقاتها المتينة مع معظم القبائل الصومالية القاطنة في وسط الصومال لأن تأمين تأييد هذه القبائل ضمانة أكيدة لتحقيق مزيد من المكاسب على الأرض حيث يمثلون من أقوى القبائل شكيمة في الصومال ويتمتعون بخبرة قتالية عالية، وكذلك الاستفادة من العلاقة مع ولاية "بونت لاند" التي هي أيضا مجاورة للمنطقة وقلقة من تحركات حركة الشباب ويتعاطف بعض مجاميعها الصوفية مع أهل السنة والجماعة.
تبني بخطاب عقلاني يقرّب كل شرائح المجتمع الصومالي بمن فيهم مجاميع السلفية السلمية مثل حركة الاعتصام والحركات الإسلامية الأخرى وقطع الطريق على كل خطابات الإقصائية التي تفرق أكثر ما تجمع.
الابتعاد عن رفع أي شارة مغايرة للرمز الوطني الصومالي وعلى رأسها العلم الصومالي لأن تغيير الرمز الوطني سمة أساسية لخصومهم وأغلبية الشعب لا يقبل رموزا غير رموزه الوطنية.
القبول لأي دعوة للمصالحة الوطنية والعمل على فض النزاعات القبلية عبر الحوار مع الاحتراز الشديد من الانحياز لأي عشيرة من الطيف العشائري الصومالي .
التمسك بتطبيق الشريعة الإسلامية وعدم المساومة في ذلك والاستلهام سوابق ومساهمات الحركة الصوفية في إنشاء المحاكم الإسلامية في مقديشو في عام 1994-1997 والتي كان أبرز مؤسسيها شيخ علي طيرى وشيخ عثمان حدج مع أن كلا الرجلين من المدرسة الصوفية العريضة.
الابتعاد عن الانجرار وراء مخططات القوى الإقليمية التي تسعى لاستخدام الحركة كرأس حربة لكسر شوكة الحركات الإسلامية، وليقتصر الدور العسكري للحركة في الدفاع عن النفس دفع الصائل مع الاستئناس بقوله تعالى "ولا تأخذكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا" وأي خطوة بدل ذلك يعني بداية النهاية للحركة ولن يسعفها دولارات أمريكية ولا دبابات إثيوبية من لعنة الأمة.
تقديم الخدمات التعليمية والصحية والمعيشية للشعب الصومالي والعمل على العمل التطوعي لتخفيف المعاناة وكذلك السماح لمنظمات الإغاثة الأجنبية العمل في المناطق الواقعة تحت الحركة تحت إشراف لجان مختصة في المشاريع الإنمائية والإغاثية، وهو ما قد يمكنها شرعية واقعية قد تصعب النيل منها .
[/rand]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صوفية "أهل السنة والجماعة" بالصومال..من هم وماذا يريدون؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الصلاة معنى وفوائد وتحذير الكتاب والسنة - على مذاهب أهل السنة والجماعة
» للباحثين عن الحق من المسلمين و النصارى و اليهود و سائر الاديان الكتاب والسنة - على مذاهب أهل السنة والجماعة
» بالفيديو : فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد العريفي .. يكشف حقيقة صوفية حضرموت ..!!
» حتفال الصوفية برأس السنة الهجرية
» حج السنة .. وعاشوراء الشيعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طريق الهداية :: الدين الاسلامي و جماعاته :: الدين الاسلامي :: الصوفية :: المقالات و الوثائق-
انتقل الى: